نعمة الانترنت ونغمة استخدامه …الأستاذة والإعلامية رفيف الحافظ توضح

نعمة الانترنت ونغمة استخدامه …الأستاذة والإعلامية رفيف الحافظ توضح

الإنترنت جسر نحو التقدّم أم قيد يسرق الأجيال؟ بقلم رفيف الحافظ

في ظل تطوّر التكنولوجيا وارتفاع أدائها، تراودنا المخاوف تجاه أبنائنا حول آلية استخدام الأدوات الرقمية الحديثة. فالعديد من الأسر خسرت أبناءها نتيجة الاستخدام الخاطئ، فيما استطاع آخرون أن يطوّروا أدواتهم ويجعلوا منها وسيلة للاستثمار الصحيح والفاعل في عملهم ودراستهم. وهنا يأتي دور الأسرة في التوجيه؛ فكلما كانت ذات أسس ثابتة وأهداف واضحة ومبادئ راسخة، تمكنت من دفع الأبناء نحو الاستخدام السليم.

لكن المسؤولية لا تتوقف عند الأسرة فحسب، بل تمتد لتشمل المؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمعية. إذ يقع على عاتق المدارس والجامعات دور كبير في نشر الوعي وتدريب الطلاب على الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. أما الإعلام فيتحمّل مسؤولية توعية المجتمع بمخاطر الإدمان الرقمي، من خلال حملات توعوية وبرامج تثقيفية تضع الحلول وتعرض التجارب الناجحة.

وفي المقابل، لا يمكن إنكار الجانب الإيجابي للتكنولوجيا إذا أحسنّا استثمارها. فالإنترنت اليوم يعدّ من أهم منصات التعلّم الذاتي، وتطوير المهارات، وبناء المشاريع الصغيرة، والتواصل مع العالم. هو وسيلة للتقدم إذا استُخدم بشكل رشيد، ووسيلة للانحدار إذا تُرك بلا رقابة أو وعي.

وعليه، فإن الحل يكمن في التوازن:
• وضع ضوابط واضحة من الأسرة لاستخدام الإنترنت.
• استثمار التكنولوجيا في التعلم والإبداع لا في التشتت والفراغ.
• تعزيز ثقافة الحوار بين الأهل والأبناء لمعرفة احتياجاتهم الرقمية.
• توفير بدائل واقعية تشغل وقت الشباب بالأنشطة المفيدة.

إن الإنترنت نعمة عظيمة إذا أدركنا قيمته وأحسنا التعامل معه، لكنه في الوقت نفسه قد يكون نقمة إذا غاب الوعي والرقابة، فإما أن يكون جسراً نحو مستقبل مشرق، أو قيداً يسرق طاقات أجيالنا

إرسال التعليق

قد تكون فاتتك